في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة جاء ذكر عجب الذنب
على أنه الجزء من الجنين لذي يخلق منه جسده
والذي يبقى بعد وفاته وفناء جسده
ليبعث منه من جديد
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" إن جسد الإنسان يبلى كله فيما عدا عجب الذنب
فإذا أراد الله تعالى بعث الناس
أنزل مطراً من السماء فينبت كل فرد من عجب ذنبه
كما تنبت البقلة من بذرتها
منه خلق وفيه يركب يوم القيامة "
وهذا الحديث النبوي الشريف يحتوي على حقيقة علمية
لم تتوصل العلوم المكتسبة إلى معرفتها إلا منذ سنوات قليلة
حين أثبت المتخصصون في علم الأجنة:
(( أن جسد الإنسان ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمى باسم
"الشريط الأولي"
الذي يتخلق بقدرة الخالق سبحانه وتعالى
في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة
وانغراسها في جدار الرحم
وإثر ظهوره يتشكل الجنين بكل طبقاته
وخاصة الجهاز العصبي
وبدايات تكون كل من العمود الفقري
وبقية أعضاء الجسم
وثبت أن هذا الشريط الأولي يندثر فيما
عدا جزءا يسيرا منه
يبقى في نهاية العمود الفقري وهو :
( العصعص )
وهو المقصود بعجب الذنب في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم
وقد أثبت مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب المختبرية
(( إ ستحالة إفناء عجب الذنب
كيميائيا بالإذابة في أقوى الأحماض
أو فيزيائيا بالحرق
أو بالسحق
أو بالتعريض للأشعة المختلفة ))
وهو ما يؤكد صدق حديث المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) لاللمسلمين بل لمن كفر به ويزيد من ايمان المسلم بالتأكيد ..
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام مؤداه
(( لماذا تعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم
لقضية علمية غيبية كهذه في زمن لم يكن لمخلوق علم بها؟!
ومن أين جاء هذا النبي الخاتم بهذا العلم
لو لم يكن موصولاً بالوحي
ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض؟
وللإجابة على ذلك نقول :
" بأن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط
أن الإنسان سوف يصل في يوم من الأيام
إلى معرفة مراحل الجنين
وسوف يستبين دور الشريط الأولي الذي من بقاياه
عجب الذنب .. في تخليق جسد الجنين
قال تعالى: “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد” (سورة فصلت الآية 53).